جي بي مورغان يغلق "الباب الخلفي المالي": المدفوعات عبر الحدود للعملات المستقرة تواجه إعادة تنظيم الامتثال

كتابة: مايكل روددان، يويقي يانغ

ترجمة: بلوك يونيكورن

العنوان الأصلي: شركة ناشئة للعملات المستقرة تزعج جي بي مورغان

في الأشهر القليلة الماضية، قامت جي بي مورغان بتجميد حسابات على الأقل لشركتين ناشئتين في مجال العملات المستقرة ذات النمو السريع، مما يسلط الضوء على المخاطر التي تشكلها العملات المشفرة على البنوك، حيث يتعين على البنوك فهم العملاء الذين تتعامل معهم ومصادر أموالهم.

تعمل هذه الشركات الناشئة في مناطق مثل فنزويلا وأماكن أخرى تفرض عليها عقوبات أو قيود قانونية، مما يعرضها للمخاطر القانونية مع البنوك. أحد هذه الشركات زعم أن العملاء لا يحتاجون إلى التحقق من هويتهم قبل التداول. شركة أخرى أوقفت حساباتها بعد أن قامت جي بي مورغان بتجميد حساباتها، وفقًا لسجلات التواصل مع العملاء، حيث أوقفت جميع العملاء من الدول ذات المخاطر العالية بشكل مفاجئ.

شهدت العملات المستقرة زيادة شعبية كبيرة في الخارج، خاصة في الدول التي تعاني من عدم استقرار اقتصادي ومالي. في الصيف الماضي، أقر الكونغرس الأمريكي مشروع قانون للعملات المستقرة، مما منح هذه العملات المرتبطة بالدولار الشرعية القانونية.

يستخدم الأفراد والشركات العملات المستقرة للحصول على الدولار وتحويل الأموال عبر الحدود. يحتاجون إلى التواصل مع البنوك الأمريكية لتحويل العملات المشفرة إلى دولارات، لكن البنوك تتخذ موقفًا حذرًا، خوفًا من أن يتعرضوا للعقوبات من قبل الجهات التنظيمية، حتى في ظل دعم الرئيس ترامب للعملات المشفرة. وأكدت الهيئات التنظيمية والتنفيذية العالمية والأمريكية أن العملات المستقرة قد استُخدمت لتمويل الإرهاب، وغسل الأموال، وأنشطة إجرامية أخرى.

قامت جي بي مورغان بتجميد حسابات شركتين ناشئتين استثمرت فيهما شركة رأس المال المخاطر Y Combinator — هما Blindpay وKontigo — وهما تركزان بشكل رئيسي على سوق أمريكا اللاتينية. تربط هاتان الشركتان جي بي مورغان من خلال شركة الدفع الرقمية Checkbook، التي تحظى بدعم من جي بي مورغان وغيرها من المؤسسات.

تداولت شركة Blindpay بأكثر من 1 مليار دولار من المعاملات. في أغسطس من العام، بدأت الشركة في تقديم حسابات لدى جي بي مورغان لمساعدة العملاء على التغلب على العقبات أمام الدخول إلى النظام المالي الأمريكي. وذكرت في مدونة أن الحصول على قرض من البنوك الأمريكية «أصعب بكثير مما يتصور الكثيرون».

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، قامت جي بي مورغان وCheckbook بتجميد حسابات Blindpay. وفقًا لمجموعة من المقالات التي حُذفت من موقع الشركة، بدأت الشركة الناشئة في تعزيز إجراءات مكافحة غسيل الأموال والتحقق من العملاء بسرعة. لم ترد Blindpay على طلبات التعليق.

في العام الماضي، انضمت Checkbook إلى شبكة شركاء الدفع الخاصة بجي بي مورغان، مما مكنها من معالجة المدفوعات لعملائها عبر بنك جي بي مورغان. لهذا الغرض، أنشأت Checkbook حسابات افتراضية لعملائها.

تتيح الحسابات الافتراضية لشركات التكنولوجيا المالية مثل Checkbook فتح حسابات بالدولار بسرعة للعملاء الأجانب والعملاء التجاريين، مما يساعدهم على تجنب عدم القدرة على استخدام النظام المصرفي الأمريكي لأسباب متعددة. وفقًا للقانون الأمريكي، يجب على الشركات التي تفتح حسابات بنكية في الولايات المتحدة تقديم إثبات على وجود نشاط تجاري في الولايات المتحدة وعنوان فعلي في البلاد.

أصبحت الحسابات الافتراضية خدمة شائعة تقدمها شركات العملات المستقرة مثل Blindpay. تفتح حسابات Checkbook هذه الباب أمام هذه الشركات الصغيرة للعملات المستقرة للدخول إلى النظام المالي الأمريكي. سرعان ما لاحظت جي بي مورغان ارتفاعًا حادًا في معاملات النزاعات (مثل المبالغ المستردة والاعتراضات على المدفوعات). قد تنجم الاعتراضات عن الاحتيال، أو الاستخدام غير المصرح به، أو أخطاء الفواتير، خاصة عندما يشتكي حاملو البطاقات من سرقة الهوية أو اعتراضات على المنتجات المشتراة. من غير الواضح حتى الآن سبب الارتفاع المفاجئ في معاملات النزاعات لهذه الشركات. تواصلت جي بي مورغان مع Checkbook لطلب تفسير.

قال الرئيس التنفيذي لـCheckbook، PJ Gupta، إن شركات مثل Blindpay وKontigo هي أحد الأسباب وراء ارتفاع معدل الاعتراضات. أشار Gupta إلى أن هذه الشركات يجب أن تضمن أن المعاملات التي تتم عبر أنظمتها قانونية وفعالة، وأن تتحقق من هوية العملاء المرسلين للأموال. وأضاف أن، على الرغم من أن Checkbook أجرت تحقيقات دقيقة للعملاء في شركات العملات المستقرة، فإن مسؤولية التحقق من العملاء تقع على عاتق هذه الشركات.

قال Gupta: «عندما تتجاوز معاملات النزاع حدًا معينًا، تقوم Checkbook وجي بي مورغان بتجميد حسابات العملاء. في مثل هذه الحالات، نوقف العمليات ونقوم بالتحليل حتى نحصل على ضمان. نرسل الضمان للبنك، وإذا اعتقد كل من البنك ونحن أن المشكلة لن تتكرر، يمكننا إعادة فتح الحساب. وإذا لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق، فلن نعيد فتح الحساب»، على حد قوله.

ذكر Gupta أن حجم معاملات شركات العملات المستقرة يمثل جزءًا صغيرًا من إجمالي معاملات Checkbook، التي تتجاوز 1 مليار دولار شهريًا. وأوضح أن المعاملات التي أدت إلى اتخاذ إجراءات من قبل جي بي مورغان ناتجة عن تدفق كبير من العملاء لاستخدام خدمات شركات العملات المستقرة، وقال: «هذا كله بسبب فتح الأبواب، وتدفق عدد كبير من الناس عبر الإنترنت»، في إشارة إلى المعاملات النزاعية لهذه الشركات الناشئة.

عقوبات فنزويلا

قالت جي بي مورغان إن تجميد حسابات هذه الشركات الناشئة لا يرجع إلى طبيعة أعمالها. وذكر متحدث باسم البنك: «هذا لا علاقة له بشركات العملات المستقرة، نحن نقدم خدمات مصرفية لمصدري العملات المستقرة والشركات ذات الصلة، وقد ساعدنا مؤخرًا في إدراج شركة إصدار عملات مستقرة في السوق». ورفض البنك التعليق على الأمر.

جمعت شركة Kontigo، التي تلقت استثمارات من عدة شركات رأس مال مخاطر منها Y Combinator وFounders Inc، 20 مليون دولار، وهي واحدة من منصتي العملات المشفرة المعتمدة من قبل السلطات في فنزويلا. تركز على خدمة العملاء في فنزويلا، وذكر مؤسسها أن الشركة تعاملت مع أكثر من 1 مليار دولار من المعاملات. على مدى العشرين عامًا الماضية، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على بعض قطاعات وفئات الحكومة والأفراد في فنزويلا، وكان دونالد ترامب يضغط بشكل متزايد على السلطات في البلاد.

في فيديو ترويجي أصدرته هذا الشهر، أعلنت شركة Kontigo: «في 30 ثانية فقط، يمكن للأفراد والشركات حول العالم استخدام USDC وUSDT للعملات المستقرة للتداول، بدون KYC (اعرف عميلك). يمكن للمستخدمين ربط حساباتهم البنكية، وتحويل الأموال على الفور ودون قيود على مستوى العالم». قال Jesús Castillo، أحد المؤسسين المشاركين لـKontigo، إن العملاء لا يحتاجون إلى تقديم إثبات هويتهم عند التداول بالعملات المشفرة، لكن إذا كانت المعاملة تتعلق بالعملات القانونية، فسيتم التحقق من الهوية.

وفقًا لسجلات التواصل مع العملاء، أوقفت جي بي مورغان حسابات الشركة فجأة في نوفمبر. قال Gupta، الرئيس التنفيذي لـCheckbook، إن التجميد كان بسبب زيادة كبيرة في معاملات النزاعات. وأوضح Castillo أن شركته الناشئة وغيرها من الشركات المماثلة تواجه مشاكل مع Checkbook.

تمت الإشارة إلى دور Kontigo في نقل الأموال خارج فنزويلا في تقرير حديث لمنظمة الشفافية الدولية، فرع فنزويلا، الذي ذكر أن المستخدمين يمكنهم إيداع ما يصل إلى 100,000 دولار في محفظة Kontigo الرقمية عبر البنوك الخاصة في فنزويلا، دون التحقق من هوية المودع. قال Castillo إن هذه الادعاءات غير صحيحة، وأن الشركة رفعت دعوى قضائية ضد المنظمة غير الربحية. ولم تعلق منظمة الشفافية الدولية - فرع فنزويلا على الأمر.

ذكر أن Kontigo تستخدم أيضًا خدمة Stripe التابعة لـBridge لتوفير حسابات افتراضية لبعض المستخدمين في الولايات المتحدة وأوروبا. لم يرد Castillo على أسئلة تتعلق بالامتثال والرقابة على الشركة. ورفضت Bridge التعليق.

بعد تجميد حسابات Blindpay، سافر الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك، Simon Moura، والمؤسس المشارك João Borges، إلى سان فرانسيسكو للقاء أحد المستثمرين في Y Combinator، والبحث عن معالج دفع أو بنك جديد مستعد للتعاون معهم.

كتب Moura في منشور محذوف: «للأسف، رفضنا من قبل مزود خدمة الدفع الواعد جدًا، لأنه لا يزال غير راغب في التعاون مع شركات العملات المستقرة». كما زار مكتب جي بي مورغان، وقدم لهم شرحًا عن طريقة عمل Blindpay.

نظرًا لمشاكل في التحقيقات، يبدو أن قاعدة العملاء المحتملين لـBlindpay قد تقلصت بشكل كبير. في منشور لاحق حُذف، ذكر أن العملاء من «الدول ذات المخاطر العالية» يحتاجون إلى «إجراءات KYC أكثر صرامة»، وهو ما يشير إلى نظام «اعرف عميلك» الذي يطبقه البنوك. بعد أيام، أعلنت Blindpay أن جميع حساباتها الافتراضية والمحافظ المشفرة المرتبطة بها أُغلقت بعد عملية تدقيق دقيقة.