تسوية المشتقات على مدار العام بقيمة 150 مليار دولار أمريكي، ماذا يعني ذلك للسوق؟

robot
إنشاء الملخص قيد التقدم

null

المؤلف: فارس البلوكشين

تُظهر بيانات CoinGlass أن حجم التسويات الإجبارية في سوق المشتقات الرقمية في عام 2025 بلغ 150 مليار دولار، مما يبدو كأزمة على مدار العام، لكنه في الواقع هو الحالة الطبيعية الهيكلية التي تهيمن عليها المشتقات في سوق الأسعار الحدية.

الإغلاق الإجباري عند نقص الهامش يشبه فرض رسوم دورية على الرافعة المالية.

في ظل إجمالي تداولات المشتقات التي بلغت 85.7 تريليون دولار على مدار العام (متوسط يومي 264.5 مليار دولار)، فإن التسوية ليست سوى منتج ثانوي للسوق، ناتج عن آلية اكتشاف السعر التي تهيمن عليها المبادلات المستمرة والفروقات السعرية.

مع ارتفاع حجم تداول المشتقات، ارتفع حجم العقود غير المفتوحة من أدنى مستوى في 2022-2023، حيث بلغ عقد البيتكوين غير المفتوح الاسمي في 7 أكتوبر 235.9 مليار دولار (في نفس الفترة، وصل سعر البيتكوين إلى 126,000 دولار).

لكن مع تسجيل رقم قياسي في العقود غير المفتوحة، وتكدس المراكز الطويلة، وارتفاع الرافعة المالية للأصول الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى التوترات العالمية الناتجة عن سياسة الرسوم الجمركية التي أعلنها ترامب في ذلك اليوم، حدث تحول في السوق.

في الفترة من 10 إلى 11 أكتوبر، تجاوزت عمليات التسوية الإجبارية 19 مليار دولار، و85%-90% منها كانت مراكز طويلة، وانخفض حجم العقود غير المفتوحة خلال أيام إلى 700 مليار دولار، ليصل إلى 145.1 مليار دولار بنهاية العام (لا يزال أعلى من بداية العام).

جوهر هذا التقلب يكمن في آلية تضخيم المخاطر، حيث تعتمد التسويات التقليدية على أموال التأمين لامتصاص الخسائر، بينما في حالات السوق القصوى، تعمل آلية تقليل الرافعة المالية التلقائية (ADL) على تضخيم المخاطر بشكل معاكس.

عندما تنفد السيولة، تتكرر تفعيلات ADL بشكل متكرر، مما يؤدي إلى تقليل مراكز البيع المربحة ومراكز صانعي السوق قسرًا، مما يسبب فشل الاستراتيجيات المحايدة للسوق. السوق ذات الذيل الطويل تتأثر بشكل كبير، حيث شهدت البيتكوين والإيثيريوم انخفاضات تتراوح بين 10%-15%، وانخفضت غالبية العقود المستمرة للأصول الصغيرة والمتوسطة بنسبة 50%-80%، مما أدى إلى دورة شريرة من «التسوية - انخفاض السعر - تسوية مجددًا».

تركيز منصات التداول زاد من انتشار المخاطر، حيث تسيطر أربع منصات رئيسية مثل بينانس على 62% من حجم تداول المشتقات العالمي، وفي حالات السوق القصوى، يؤدي تقليل المخاطر بشكل متزامن واتباع منطق تسوية مماثل إلى عمليات بيع مركزة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن البنى التحتية مثل الجسور بين السلاسل وقنوات العملة القانونية تتعرض لضغوط، مما يعيق تدفق الأموال بين المنصات، ويؤدي إلى فشل استراتيجيات التحكيم بين المنصات، مما يزيد من اتساع الفارق السعري.

بالطبع، فإن التسويات التي بلغت 150 مليار دولار على مدار العام لا تمثل علامة على الفوضى، بل هي سجل لمخاطر السوق المشتقة وتجنبها.

حتى الآن، لم تؤدِ أزمة 2025 إلى سلسلة من التخلف عن السداد، لكنها كشفت عن محدودية الهيكل الذي يعتمد على عدد قليل من المنصات، والرافعة المالية العالية، وبعض الآليات، وكان الثمن هو تركيز الخسائر.

في العام الجديد، نحتاج إلى مزيد من الآليات الصحية والتداول العقلاني، وإلا فإن تكرار 1011 قد يحدث مرة أخرى.

BTC‎-2.98%
ETH‎-2.95%
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • تثبيت